فصل: الآيات (67ـ 69)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  قوله تعالى‏:‏ ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله إن الله لعفو غفور*ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وأن الله سميع بصير*ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير*ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير*له ما في السموات وما في الأرض وإن الله لهو الغني الحميد‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم، عن مقاتل في قوله‏:‏ ‏{‏ذلك ومن عاقب‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ ان النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية في ليلتين بقيتا من المحرم، فلقوا المشركين، فقال المشركون بعضهم لبعض‏:‏ قاتلوا أصحاب محمد، فإنهم يحرمون القتال في الشهر الحرام‏.‏ وإن أصحاب محمد‏:‏ ناشدوهم وذكروهم بالله أن يعرضوا لقتالهم؛ فإنهم لا يستحلون القتال في الشهر الحرام إلا من بادئهم ‏[‏بادأهم‏؟‏‏؟‏‏]‏‏.‏ وإن المشركين بدأوا وقاتلوهم فاستحل الصحابة قتالهم عند ذلك، فقاتلوهم ونصرهم الله عليهم‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله‏:‏ ‏{‏ذلك ومن عاقب‏}‏‏.‏ قال‏:‏ تعاون المشركون على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فأخرجوه، فوعد الله ان ينصره وهو في القصاص أيضا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله ‏{‏وأن ما يدعون من دونه هو الباطل‏}‏ قال‏:‏ الشيطان‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم*وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور‏.‏

أخرج الطبراني، عن ابن عباس قال‏:‏ إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف ان يسطو بك فقل‏:‏ الله أكبر الله أكبر من خلقه جميعا، الله أعز ممن أخاف وأحذر، أعوذ بالله الذي لا اله إلا هو الممسك السموات السبع ان يقعن على الأرض إلا بإذنه، من شر عبدك فلان وجنوده وأشياعه، من الجن والانس إلهي كن لي جارا من شرهم، جل شأنك وعز جارك وتبارك إسمك ولا اله غيرك، ثلاث مرات‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن الحسن في قوله‏:‏ ‏{‏ان الإنسان لكفور‏}‏ قال‏:‏ يعد المصيبات، وينسى النعم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد قال‏:‏ كل شيء في القرآن ‏{‏ان الإنسان لكفور‏}‏ يعني به الكفار، والله أعلم‏!‏

-  قوله تعالى‏:‏ لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم*وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون*الله يحكم بينكم يوم القيامه فيما كنتم فيه تختلفون‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم، عن أبي المليح قال‏:‏ الأمة ما بين الاربعين إلى المائة فصاعدا‏.‏

وأخرج أحمد والحاكم، وصححه والبيهقي في شعب الإيمان، عن علي بن الحسين ‏{‏لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه‏}‏ قال‏:‏ ذبحا هم ذابحوه‏.‏

حدثني أبو رافع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ضحى‏:‏ اشترى كبشين سمينين أملحين أقرنين، فإذا خطب وصلى ذبح احدهما، ثم يقول‏:‏ ‏"‏اللهم هذا عن أمتي جميعا من شهد لك بالتوحيد ولي بالبلاغ‏"‏، ثم أتى بالآخر فذبحه وقال‏:‏ ‏"‏اللهم هذا عن محمد وآل محمد‏"‏ ثم يطعمهما المساكين، ويأكل هو وأهله منهما‏.‏ فمكثنا سنتين قد كفانا الله الغرم والمؤنة، ليس أحد من بني هاشم يضحي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏هم ناسكوه‏}‏ يعني هم ذابحوه ‏{‏فلا ينازعنك في الامر‏}‏ يعني في أمر الذبائح‏.‏

وأخرج عبد بن حميد، عن عكرمة رضي الله عنه ‏{‏ولكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه‏}‏ قال ذبحا هم ذابحوه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏منسكا هم ناسكوه‏}‏ قال‏:‏ اهراقه دم الهدي‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏لكل أمة جعلنا منسكا‏}‏ قال‏:‏ ذبحا وحجا‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه ‏{‏فلا ينازعنك في الأمر‏}‏ قول أهل الشرك‏.‏ أما ما ذبح الله بيمينه فلا تأكلون، وأما ما ذبحتم بأيديكم فهو حلال‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن مقاتل رضي الله عنه ‏{‏وادع إلى ربك‏}‏ قال‏:‏ إلى دين ربك ‏{‏انك لعلى هدى‏}‏ قال‏:‏ دين مستقيم ‏{‏وإن جادلوك‏}‏ يعني في الذبائح‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن جريج ‏{‏وإن جادلوك فقل‏:‏ الله أعلم بما تعلمون‏}‏ لنا أعمالنا، ولكم أعمالكم‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير*ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ خلق الله اللوح المحفوظ لمسيرة مائة عام، وقال‏:‏ للقلم - قبل ان يخلق الخلق وهو على العرش - اكتب قال‏:‏ ما أكتب‏؟‏ قال‏:‏ علمي في خلقي إلى يوم تقوم الساعة، فجرى القلم بما هو كائن في علم الله إلى يوم القيامة فذلك قوله للنبي - صلى الله عليه وسلم - ‏{‏الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والأرض‏}‏ يعني ما في السموات السبع والأرضين السبع ‏{‏ان ذلك‏}‏ العلم ‏{‏في كتاب‏}‏ يعني في اللوح المحفوظ مكتوب قبل ان يخلق السموات والارضين ‏{‏ان ذلك على الله يسير‏}‏ يعني هين‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن أنس رضي الله عنه‏:‏ ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال‏:‏ ‏"‏سيفتح الله على أمتي بابا من القدر في آخر الزمان لا يسده شيء، ويكفيكم من ذلك أن تقولوا‏:‏ ‏{‏ألم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والأرض ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج اللالكائي في السنة من طريق آخر، عن سليمان بن جعفر القرشي مرفوعا مثله مرسلا‏.‏